ملف العالقين الفلسطينيين البلجيك في غزة مأساة إنسانية تبحث عن حلول وسط تجاهل رسمي

الأوروبية| قضايا | رفاعي عنكوش

في أعقاب حرب أكتوبر 2023، وكمواكبة و متابعة فلسطينية من الخارج ,أسست الجالية الفلسطينية في بلجيكا – الإتحاد الأوروبي فعاليات و وقفات فلسطينية في بلجيكا بهدف معالجة ملف لم الشمل وإجلاء الفلسطينيين البلجيك العالقين في قطاع غزة, حيث حشدت الجالية حوالي 300 عضو من الناشطين والمناصرين لهذه القضية الإنسانية،لللإنضمام و العمل و المشاركة في فعاليات ميدانية من احتجاجات ووقفات مناصرة أمام مؤسسات الدولة والجهات المعنية, مع حضور بلجيكي ملحوظ.

تسعى المجموعة إلى تحقيق أهدافها من خلال تنظيم وقفات أسبوعية أمام وزارة الخارجية البلجيكية، مطالبةً بتسريع حل ملف العالقين في غزة. وقد نظمت المجموعة بالفعل أكثر من أربع احتجاجات في هذا السياق. ومع ذلك، تواجه جهودهم تحديات كبيرة بسبب الإهمال الرسمي والشعبي وحتى الإعلامي، مما يدفعهم إلى المطالبة بالدعم لتحقيق أهدافهم، والتي تشمل لم شمل الفلسطينيين وإجلاء الفلسطينيين البلجيك، بالإضافة إلى توفير المساعدة اللوجستية والمعلوماتية.

وفقًا للإحصائيات، يعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية حادة، حيث انخفض عدد سكان القطاع بنسبة 6% نتيجة الحرب الإسرائيلية الأخيرة، ليصل إلى حوالي 2.1 مليون نسمة، منهم مليون طفل دون السن القانوني، يمثلون 47% من السكان. كما تشير التقارير إلى أن أكثر من 45,500 شخص فقدوا حياتهم بسبب القصف، بينهم 17,581 طفلًا و10,048 امرأة، بالإضافة إلى 11,000 مفقود يعتقد أنهم تحت الأنقاض.

وفي حديث مع أحمد الحناوي، ممثل الفعاليات، أكد على ضرورة تحريك ملف العالقين والإجلاء، مشددًا على أن القضية تتعلق فقط بمن يمتلكون الوثائق الرسمية البلجيكية، ورافضًا أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأوضح أن هذه المطالب تأتي في سياق حالة طارئة بسبب استمرار الحرب والقصف الذي يعرض حياة ذويهم للخطر، كما حدث مع بعض العالقين الذين تعرضوا للإصابة أو الأسر أو حتى الاستشهاد.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة، فإن وزارة الخارجية البلجيكية لم تقدم موقفًا رسميًا واضحًا بشأن ملف العالقين الفلسطينيين البلجيك في غزة. ورغم المراسلات المتكررة من قبل المجموعة، إلا أن الردود كانت تتسم بالمماطلة وعدم اتخاذ خطوات حقيقية لحل الأزمة. هذا التجاهل أثار استياء الناشطين الذين طالبوا الحكومة البلجيكية باتخاذ إجراءات ملموسة وسريعة لإنهاء معاناة العالقين، خاصة في ظل استمرار القصف الذي يهدد حياة المدنيين.

ويعد ملف “العالقين الفلسطينيين” إحدى المبادرات القائمة عليها الجالية الفلسطينية في بلجيكا – الإتحاد الأوروبي لدعم الفلسطينيين العالقين خارج قطاع غزة. لتحقيق ملفات لم الشمل العلائلات بذويهم و اجلاء ما تبقى و عدد يتجاوز ال500 فرد داخل قطاع غزة وسط الحرب و القصف المستمر منذ 7 اكتوبر 2023, لتصبح المبادرة لاحقا مصدر معلومات وجذب للعديد من الفعاليات وتبادل الآراء و الاستفسارات في سبل ايجاد طرق و حلول لتلك القضية والتي تصنف من ضحايا الحروب على مستوى النزاع والصراعات الدولية و القوانين الدولية و حقوق الانسان .

يُعد ملف العالقين الفلسطينيين البلجيك في غزة من أبرز القضايا الإنسانية التي تعاني من نقص الجهود الدولية، نتيجة السياسات الدولية أو حجم الدمار الناتج عن الحرب. ويبرز هذا الملف كرمز لمعاناة ضحايا الحروب، في ظل غياب الدعم الإعلامي والجهود الدولية الفعالة.