مؤتمر لندن يفشل في كسر الجمود في ملف السودان وسط انقسام عربي حول حل النزاع

0
14
رويترز/إيزابيل إنفانتيس
رويترز/إيزابيل إنفانتيس

الأوروبية | سياسة | رفاعي عنكوش

في الذكرى الثانية لاندلاع الحرب الأهلية في السودان، احتضنت العاصمة البريطانية لندن مؤتمرًا دوليًا رفيع المستوى ناقش سبل إنهاء النزاع الدامي، بحضور شخصيات أوروبية بارزة، من بينها وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، ووزير الخارجية الفرنسي لشؤون أوروبا جان-نويل بارو، بالإضافة إلى بانكولي أديي، مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن في الاتحاد الإفريقي.

ورغم الأهمية الرمزية والسياسية للمؤتمر، أعرب دبلوماسي إماراتي رفيع عن “خيبة أمل” بلاده حيال فشل المؤتمر في التوصل إلى توافق حول خارطة طريق واضحة لإنهاء الحرب. وأرجع مصدر دبلوماسي ذلك إلى “الخلافات بين بعض الدول العربية” حول آلية الحل ودور الأطراف الإقليمية.

ويُعد النزاع في السودان واحدًا من أعقد الأزمات في المنطقة، حيث يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع معارك شرسة منذ عامين، وسط اتهامات متبادلة بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وتشير التقديرات إلى أن النزاع أدى إلى نزوح نحو 13 مليون شخص، وانتشار الأوبئة والمجاعة في مناطق واسعة من البلاد.

ويكتسب المؤتمر الأوروبي زخماً خاصاً نظراً لتزايد اهتمام الاتحاد الأوروبي بلعب دور أكبر في حل الأزمات الإفريقية، وسط تراجع نفوذ بعض القوى التقليدية. غير أن تباين المواقف الإقليمية حول دعم الأطراف المتحاربة أضعف فرص تحقيق اختراق دبلوماسي حقيقي.

وبينما تتجه الأنظار نحو تحركات مقبلة من بروكسل أو باريس، يبقى مصير الملايين من السودانيين معلقًا على مدى قدرة المجتمع الدولي—وفي مقدمته أوروبا—على توحيد الصفوف وبذل جهود حقيقية نحو وقف الحرب وإطلاق مسار سياسي شامل.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا