الإﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ ﯾُﻤﻮّل ﻣﺸﺮوع “اﻟﻘﺮآن اﻷوروﺑﻲ” ﺑـ10 ﻣﻼﯾﯿﻦ ﯾﻮرو

0
41

الأوروبية | عبير صافي حاكمي

أثار مشروعٌ بحثيٌّ علميٌّ يحمل عنوان “القرآن الأوروبي” (EuQu) جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والثقافية داخل أوروبا، وذلك بعد تخصيص الاتحاد الأوروبي نحو 9.8 ملايين يورو له، في إطار برنامج Horizon 2020، وتحديدًا ضمن محور “التميّز العلمي”، بدعمٍ مباشر من المجلس الأوروبي للبحوث (ERC).**

يهدف المشروع، الذي أُطلِق عام 2019 والممتد حتى عام 2026، إلى دراسة تأثير القرآن الكريم في الثقافة والدين والفكر الأوروبي بين القرنين الثاني عشر والتاسع عشر الميلاديين، انطلاقًا من فرضيّة ترى أن الإسلام ليس عنصرًا دخيلًا على أوروبا، بل يُعدّ مكوِّنًا من مكوّنات تراثها الثقافي.

يقود هذا المشروع البحثي عددٌ من العلماء الجامعيين من إسبانيا، وإيطاليا، وفرنسا، والدنمارك، إلى جانب مركز العلوم الإنسانية والاجتماعية الإسباني، وبمشاركة جامعاتٍ ومؤسساتٍ أكاديمية دنماركية وبريطانية. وتركّز هذه الأبحاث على دراسة كيفية ترجمة القرآن الكريم، وتفسيره، وكيفية استخدامه من قِبَل مفكرين مسيحيين ويهود وملحدين في السياق الأوروبي.

يتضمّن المشروع تنظيم مؤتمرات علمية، وإنشاء قاعدة بيانات للمخطوطات القرآنية، إلى جانب إقامة معارض ثقافية في كلٍّ من تونس وفيينا.
ومن المنتظر إصدار كتاب موجَّه لعامة الجمهور في عام 2025، إلى جانب كتابٍ مصوّر للشباب بعنوان: “سفر: تاريخ القرآن في أوروبا”. وتهدف هذه المبادرات إلى نشر الوعي حول تأثير القرآن الكريم في التراث الأوروبي، وتقديم رؤيةٍ مغايرةٍ للصورة النمطية السائدة.

و رغم الطابع العلمي للمشروع، إلا أن تمويله السخي والذي يُعد من بين الأكبر في تاريخ المجلس الأوروبي للبحوث، أثار موجةً من الانتقادات، خصوصًا من قِبَل بعض السياسيين الفرنسيين المنتمين إلى اليمين، وعلى رأسهم فابريس ليغيري (التجمّع الوطني) وسيلين إيمار (الجمهوريون)، الذين اعتبروا المشروع محاولةً لـ “إعادة كتابة أيديولوجية” لتاريخ أوروبا، واتهموه بالترويج للإسلام تحت غطاء البحث الأكاديمي.
كما أن مشاركة الباحثة نعيمة عفيف، التي يُقال إنها ترجمت نصوصًا لجماعة الإخوان المسلمين، زادت من الشكوك حول خلفيات المشروع وانحيازاته المحتملة.

وفي المقابل، دافع المشرفون على المشروع عن أهدافه ومضمونه، مؤكدين على الطابع الأكاديمي المحض للمشروع. وفي هذا السياق، صرّح الباحث الفرنسي جون تولان، التابع لجامعة نانت وأحد القائمين على المشروع، في مقابلة إذاعية، بأن الربط بين المشروع والتطرّف هو اختزالٌ خاطئ ومعيب، مشدّدًا على أهمية فهم التبادلات الثقافية والتاريخية بين الإسلام وأوروبا بطريقة علمية موضوعية.

كما أكّد المجلس الأوروبي للبحوث أن المشروع يندرج ضمن معايير التميّز العلمي، مذكّرًا بأنه موَّل أكثر من 17,000 مشروع بحثي منذ عام 2007، وهو ما يعكس التزام الاتحاد الأوروبي بدعم الأبحاث العلمية المتقدّمة، بغضّ النظر عن طبيعة المواضيع المطروحة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا