لقاء و حوار مع سهام حزوري الفائرة بانتخابات البلدية في بلجيكا

0
186

الأوروبية – خاص

في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية السيئة في المنطقة العربية وارتفاع أعداد اللاجئين والمهاجرين العرب في أوروبا بشكل عام وبلجيكا خاصة، إلا أن هذا الارتفاع كان له أثر ما بين الاندماج العربي في بلجيكا والاهتمام البلجيكي بقضايا اللاجئين والمهاجرين. ومن بين تلك القضايا برزت شخصية عربية وهي النائب في بلدية دورن وعضو حزب العمل البلجيكي السيدة سهام حزوري ابنة حلب. وفي لقاء خاص أجرته الأوروبية مع النائب حزوري تناول عدد من النقاط والمحاور السياسية والمجتمعية، قدمت حزوري نبذة عن سيرتها الذاتية وعمل الجالية العربية والتعاون المشترك مع الأفراد والمؤسسات والأحزاب في بلجيكا, بهدف رقي الإنسان.

 

(حزوري المرأة والأم العربية في بلجيكا)

الأوروبية: ممكن أن تعرفينا من هي سهام حزوري؟

حزوري:

سهام حزوري من مواليد حلب عام 1975م، متزوجة من السيد أحمد الحاج عبدو من مواليد مدينة الباب منطقة جبل عقبل عام 1963م. وأولادي إيلاف، راما، روها، ومصطفى وجميعهم من مواليد أنتويربن في بلجيكا. وقد وصلت إلى بلجيكا عام 2003م عبر ملف لم شمل من زوجي والذي كان يعيش في بلجيكا منذ عام 1984م.

(المصاعب والتحديات)

الأوروبية: ما هي أكبر المصاعب والتحديات التي واجهتكم في بداية إقامتكم في بلجيكا؟

حزوري:

بالنسبة لي لم أواجه أية صعوبات من ناحية الإقامة والحقوق والحصول على الجنسية كون زوجي هنا منذ فترة طويلة. الصعوبات التي واجهتها هي تربية الأطفال كوننا ليس لدينا أحد من أفراد العائلة، كما لم أستطع الالتحاق بدورات اللغة الهولندية حتى عام 2013 حتى كبروا أطفالي قليلاً. ورغم ذلك بدأت بدورات اللغة ووصلت إلى مرحلة لا بأس بها، ولكنني لم أجد تلك الطريقة كافية للتمكن من اللغة بشكل جيد.

(بين التطوع والعمل المؤسسي)

الأوروبية: متى وكيف بدأ انخراطك بالعمل المؤسسي الربحي وغير الربحي، وما هي الأهداف؟

حزوري:

أول تطوع لي كان عام 2015م في إحدى المنظمات الاجتماعية البلجيكية اسمها سامو (saamo)، كما افتتحت جمعية لتعليم اللغة العربية للأطفال الذين ولدوا هنا، والذين كانوا من كافة الجاليات. فمن خلال تطوعي بالمنظمة وتعليم الأطفال اللغة العربية، اكتسبت الكثير من الخبرات في طريقة التعامل مع عدة شرائح من الناس من جاليات متعددة الجنسيات. ثم كونت علاقات اجتماعية كثيرة، وصداقات من بلجيك وغيرهم من الجاليات، وبالأخص الجالية العربية المغربية. فأصبحت خلال فترة قليلة من المتطوعات المتميزات لدى المنظمة، فتم اختياري مع نخبة من العاملين في المنظمة والمتطوعين الأقدم مني من أجل لقاء ملك بلجيكا (الملك فيليب) والذي زار المنطقة التي تتواجد فيها المنظمة عام 2017م. وكان لقائي بملك بلجيكا ومع بعض السياسيين خطوة إيجابية ميزتني بين الجميع وتجربة زادتني ثقة بنفسي وحفزتني على المزيد من العطاء وتقديم المساعدات للجميع والمشاركة بأغلبية النشاطات التي تفيد الجميع دون استثناء، ومنها مساعدة الناس على تعلم اللغة والتسجيل في النشاطات الثقافية والترفيهية بالإضافة إلى الدعم النفسي والمعنوي للقادمين الجدد وتقديم لهم النصائح والإرشادات لبدء مسيرتهم الحياتية هنا في مجتمع جديد. وكان من أهم أهدافي تقبل الجميع وتبادل الثقافات والتعرف على العادات والتقاليد بين الجاليات.

(الدور العربي في المجتمع البلجيكي)

الأوروبية: من خلال أعمالك ونشاطك الإنساني، هل يمكنك تقييم الدور العربي وتأثيره في الحياة المجتمعية في بلجيكا؟

حزوري:

هنا كان الدور العربي مؤثر والذي تميز بكل ثقافاته وعاداته حتى شعائره الدينية فقد تصدر شهر رمضان بكل أجوائه الشارع البلجيكي، حيث كانت تقام حفلات الإفطار على نطاق واسع وبمختلف الأماكن في بلجيكا وعلى سبيل المثال أقيمت مائدة إفطار في إحدى الشوارع في مدينة أنتويربن وكان طول المائدة 2 كيلومتر، حضر فيها تقريباً 6 آلاف شخص مسلمين وغير المسلمين والكثير من المشاهير والسياسيين. ولا أنسى أهمية المطاعم العربية والمطبخ العربي ودورها الفعال وجذب الكثير بتنوع أطباقها المميزة من المطبخ المغربي والسوري والفلسطيني والعراقي واليمني. ودور الشاب العربي الطموح، فلدينا الكثير من الشباب الطموحين الذين أثبتوا وجودهم وكانوا نموذج ناجح في إثبات الوجود وتحقيق الأهداف والانخراط بالمجتمع البلجيكي بثقة وعزيمة وإرادة.

(الانخراط في العمل الحزبي والسياسي)

الأوروبية: هل دخولك في الأحزاب البلجيكية تطور بمفهوم العمل الاجتماعي والخدماتي وربما إلى السياسي أو مجرد حق ومشاركة، وإلى أين وصلت في هذه الخطوة؟

حزوري:

من خلال اطلاعي على الأحزاب البلجيكية، وجدت أن حزب العمال (PVDA) الأقرب لي، وخاصة شعاره الذي يقول “أنا دائماً بجانبك”. انضممت له منذ عشرة أشهر تقريباً، من أجل أن أثبت للمجتمع أن المرأة المسلمة لا يقيدها حجابها وتستطيع الانخراط بالحياة السياسية والخدمية دون قيود. في النهاية انخرطت في هذا المجال، لأستطيع المساعدة بشكل أوسع ومنظم وأساعد وأطالب بصفة رسمية وليس فقط بصفة متطوعة.

إلا أنني أركز على المجال الخدمي أكثر من السياسي من إيجاد الحلول والمساعدة للمقيمين الذين يعانون من ارتفاع الأسعار بالسكن والحياة المعيشية والمواصلات الصعبة إضافة للعنصرية التي يعاني منها البعض هنا. ومساعدة القادمين الجدد الذين يأتون لبلد غريب وليس لديهم الكثير من المعلومات حول حقوقهم وكيفية التعايش في مجتمع جديد عليهم مختلف بكل عاداته وثقافاته.

(المرأة والطفل)

الأوروبية: كونك امرأة كيف ترى السيدة سهام ملف المرأة والطفل في بلجيكا؟

حزوري:

المرأة في بلجيكا مكرمة ولديها حقوقها تمارسها بكل أشكالها ولها الحق في العمل بكل أنواعه والتشاركية بالمجتمع البلجيكي مثلها مثل الرجل تماماً. أما من ناحية الأطفال، فالأطفال كلهم سواسية بحق التعلم والنشاطات والترفيه إضافة للحقوق المادية التي تصلهم كل شهر والمساعدات الدراسية والتي تكون حسب الوضع المادي لكل أسرة. فالمرأة والطفل جزء لا يتجزأ في المجتمع البلجيكي ولهما دورهما القيم في بناء المجتمع وتكامله.

(حزوري تفوز بالانتخابات)

الأوروبية: والآن وقد فزت في انتخابات 2024، كيف بدأت فكرة الترشح إلى الفوز؟

حزوري:

بالنسبة لفوزي بالانتخابات كانت مفاجأة لي كوني جديدة بالانضمام للحزب ومفاجأة للحزب الذي وثق بي وبمكانتي الاجتماعية بين الناس. كانت تجربة جديدة لي ولم أفكر أبداً أنني سوف أفوز، قبلت الترشح فقط من أجل دعم الحزب، لكن كنت أقول سوف أكون عضوة، ومن خلال عضويتي ربما أستطيع تقديم شيء ملموس للناس، حيث لم أقم بأي حملة انتخابية أو مقابلات، كنت فقط أرسل للذين أعرفهم أنني مرشحة. والحمد لله رضا الله سبحانه وتعالى ومحبة الناس لي هي التي نجحتني وحصلت على عدد جيد من الأصوات وأخذت مقعد في مركز البلدية.

الأوروبية: في النهاية، ما هي الرسالة التي توجهينها إلى المجتمع العربي في بلجيكا؟

حزوري:

أقول للمجتمع العربي في بلجيكا، لنكن يد واحدة متعاونين متكاتفين ومؤثرين بشكل إيجابي وفعال. أعلم بأنني فزت بالانتخابات ليس فقط كوني أمثل المرأة السورية، بل لأنني أمثل المرأة العربية بشكل خاص والمرأة الطموحة بشكل عام. أردت إثبات الوجود في مجتمع أوروبي وفزت بجدارة بحجابي، أحترم القوانين بهذا البلد ولكنني متمسكة بعقيدتي وديني وعاداتي وتقاليدي. وأقول لبلجيكا هذا البلد الذي احتضنني والذي أعتبره بلدي الثاني. سوف أبقى مخلصة لهذا البلد الجميل الرائع الذي يشعرنا بالأمان والسلام الداخلي ولم أتوانى عن تقديم كل ما بوسعي من وفاء ومحبة ومساعدة لكل من يقطن بهذا الوطن المعطاء.

الأوروبية:

شكراً لك ونتمنى لكم التوفيق.

حزوري:

شكراً لكم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا